728x90 اعلان



  • الشريط الاخباري

    الخميس، 5 فبراير 2015

    ربيع مؤقت بقلم:آمنة عمر امغيميم


    ربيع مؤقت قصة قصيرة آمنة عمر امغيميم
    تحلّ ساعة الرحيل ..

    تلك الساعة التي لا تأتي إلا مرة واحدة في كل موسم.
    يرتدي معطفاً تتساقط الحياة من كل ثقوبه و فجواته.. و ينتعل حذاءه ذو الرقبة الجلدية الذي يغطي ساقه الرقيقة، تتناثر عليها شعيرات خشنة في عبث و تمرد.
    حذاء اكتحل غصباً بسواد الطرقات و المشاوير الطويلة المضنية. صامد كما يصمد البطن ضد الجوع و العطش.. و كما يصمد القلب في وجه الخسارات.. 
    ماذا سيحمل معه في هذا الرحيل الموسمي..؟؟
    لا شيء غير بعض الآمال و الوعود و الحمل الثقيل من الحب و الاشتياق..
    و ماذا يملك الدراويش غير الأمل و الحب..!!
    هكذا يترك خلفه خريفاً شاخت فيه أشجار الفواكه و لبست الشيب و التجاعيد،
    و ينطلق بحثا عن ربيع مؤقت.. تتسلطن فيه الروح و تجلس على عرش البهاء لتتزود بشحنة من الحياة تقاوم بها ما سيأتي من اصفرار و يبس.. 
    يعيش ربيعه بلهفة الحبيب لحبيبته بعد طول غياب.. يقبّل اللحظات و يحتضن الساعات و لا ينام لكي لا تفوته فرحةٌ عروس و لا بهجة ملاك.. هي لحظات من الحياة يغيب فيها ذاك العقل الباطني الذي يختزن عهدة الأسى مع الزمن، و لا يحضر إلا القلب المرفرف بين ضلوع سميكة من جراء التدحرج بين الشقاء و الحث الطويل.
    و في صباح من تلك الأيام المشرقة يتفقد تذكرة العودة.. 
    يرتدي معطفه المثقوب..
    ينتعل حذاءه ذو الرقبة..
    يترك الآمال و الحب..
    .و يعود أدراجه لا يحمل إلا قلباً يبكي لعسرة الفراق

    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات :

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: ربيع مؤقت بقلم:آمنة عمر امغيميم Rating: 5 Reviewed By: رتان
    Scroll to Top